الجمعة، 26 أغسطس 2011

لطالما مثلت الحياة لغزاًً لنا
أحقاً هي مختلفة الألوان كما نراها؟؟
أم انها تتلون بلون ناظريها؟؟
قد يرى البعض ان الحياة تمثل له هماً وحزناً
وقد يراها دوماً البعض بأنها لا تجلب لهم فرحاً
قد يراها المتفائل قصراً مليئاً بالورود
مفعمةً بالبهجة والفرح والسرور
قد يراها البعض غابةٌ مليئة بالأشواك
قاسية كحد السيف والقوي فيها من يسود
قد يراها البعض مجرد مرحله
أو بداية تقودنا لجنة الخلود
قد يرى البعض انه مخلد فيها
ويحيا يومه فقط
وكأن الغد غير موجود
قد يراها المحب حبيبته فقط
حتى وان كان بينه وبينها الكثير من السدود
قد يراها البعض جنة للأغنياء
وأنها للفقراء جحيم بلا حدود
قد يرى فيها المكافح سبيلاً ليحقق أحلامه
ويقف متحدياً صعابها بلا اكتراث ولا عبوس
قد يراها الإنسان الطيب بيضاءاً كقلبه
خالية من الأحقاد و الكراهية والعيوب
ولا يلقي بالاً لشرها أو ما تضمره بعض النفوس
قد يراها البعض باردةً مظلمه
حتى ولو كان فيها بدلاً من الشمسِ
ألفٌ من الشموس
قد يراها العالم كنظريةٍ
تحتاج الى الكثير من الدراسة والتجارب والبحوث
قد يراها البعض عميقةً كالبحر
ويراها البعض واسعةً ممتدة كالسماء
ويراها البعض طريقاًً ممدوداً بلا حدود
قد يراها البعض شمساً
تارةً مشرقةً وتارةً يأتي الغروب
وقد يراها البعض صحراءاً قاحلةً
انعدمت فيها الرأفة من الوجود
قد يراها البعض نهراً يجري بنا للأمام
ومحال علينا فيه أن نتوقف أو نعود
قد يراها البعض كجبلٍ من الجليد
ثم تسطع عليه شمس الموت فيذوب
وقد يراها البعض مليئةً بالأوهام
مليئة بالأكاذيب وخيانة الوعود
قد يراها البعض تقتل أحلامهم في مهدها
وتحولها إلى أشلاء متناثره
ويظل لديهم الأمل في لَّّمِ أشلائِها
وقد يراها البعض تحطم آمالهم
ويظل لديهم حلم تحقيقها
قد يرى البعض أن الحياة تضحيه
وأن دوره فيها أن يسعد من حوله
حتى ولو بذل في ذلك آخر رمق من عمره
قد نصادف فيها من نعشقهم
ونخلص في حبنا وعشقنا لهم
ونفارقهم في طرفة عين
مخلفين وراءنا غابة مريرة من الدموع و الألم
أتراها السبب في شقائنا
أم أن البشر اختلت موازينهم على مر العقود
أتراها السبب في تعاستنا
أم أننا أصبحنا مخلوقات يملؤها الجشع و الجحود
قد يرى البعض أن الحياة لا تتوقف بفقد الأحبه
وقد يرى آخرون أنها نهاية المطاف
قد يرى البعض أنها مفروضة عليهم
وأنهم مجبرون على المضي فيها قدماً
بلا خيار ولا انعطاف
وقد يراها البعض مجحفة مريره
أو كدوامةٍ تزيدنا حيرة ما بعدها حيره
قد يرى البعض أن الخير لازال فيها
وقد يراها البعض شراً كجمرٍ موقود
تمر بنا السنون وتتعاقب في أعمارنا العقود
وقد نلقي عليها باللوم فيما يصيبنا من تعاسه
ولكننا أبدا لا نتذكر أنها مجرد اختبار و قطاف
قطاف لما زرعناه بأيدينا
واختبار لإيماننا وثباتنا على ديننا فيها
قد يراها البعض غير عادلة
وظلمها فاق عدلها بمراحل عده
وتعالت فيها صرخات المظلوم
وما من مجيب ولا أمل إلا في ربنا الرؤوف الودود
فلا ملاذ لنا إلا هو
ولا سعادة لنا إلا في طاعته
فمن المحال أن يظل الإنسان سعيداً طوال حياته
ومن المحال ألا تحتوي حياته على أوقات من السعاده
فالحياة مهما اختلف على معناها البشر
مصيرها إلى زوال وفناء
ولا يبقى لنا فيها من إرثٍ
إلا أفعالنا وعبادتنا
فهنيئاً لمن إستثمرها في طاعةٍ وإيمان
مخلفاً وراءه سيرة عطره
تواسي أحِبَّتُهُ وتخرجهم من بين براثن الأحزان
*******
بابا سنفور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق